الربو مرض شائع يصيب حوالى 32% من البشر حول العالم ، و قد يؤدي إلى الوفاة في الحالات الشديدة (18/
1000.000) ، أحد أبرز أعراضه التهاب المجاري التنفسية ، ثم تضييقها و زيادة حساسيتها .
يلاحظ الباحثون أن نسبة الإصابة بالربو ازدادت في السنوات الأخيرة بفعل التدخين و التلوث و الاعتماد على المواد الصناعية و الكيماوية ، إضافة إلى انتشار الغبار و الأتربة و مخلفات العث و الحشرات في البيوت .
عوامل بيئية عدة تساعد في تفادي الربو و تحسين فرص علاجه من بينها : الهواء النقي مع نسبة رطوبة ملائمة ، السكن النظيف الخالي من دخان السجائر... و يؤكد الأطباء أن علاج الربو ممكن ، لكن لابد من إقامة نوع من التعاون بين المريض و الطبيب المعالج للسيطرة على الداء و التأقلم مع الحياة .
يعاني بعض الرياضيين المحترفين الربو و يتناولون أدويتهم بانتظام ، بحسب إرشادات الطبيب ، ثم يمارسون التمارين أو حتى المنافسة الرياضية و يعيشون حياتهم على غرار أي إنسان سليم يحب الرياضة و يستمتع بالمنافسة .
يخضع نظام علاج الربو لمراجعة مستمرة من الأطباء ، و يضع الاختصاصيون ضوابط العلاج و طرقه بناء على أفضل الأدلة العلمية المتوافرة و يراجعونها بصورة دورية سنوياً أو كل سنتين .
تغيرات مؤثرة
يتطلب علاج الربو تفهُّم التغيرات التي يمرّ بها المريض و تزيد أعراض الداء ، لذلك على الطبيب الحصول على معلومات مفصلة من المريض ، و إذا كان الأخير لا يشعر بالتحسن على رغم خضوعه للعلاج ، من الضروري في هذه الحال البحث عن السبب ، كأن يكون المريض غير منتظم في التعامل مع العلاج أو لا يجيد استخدامه أو يحتاج إلى تعديل في جرعاته أو في نوعه . كذلك يجب البحث عن أسباب التهاب الجيوب الأنفية أو توقف التنفس أو ارتداد الحمض إلى المريء و علاجها . يتطلب علاج الربو بيئة صحية ، لذا يستحسن عدم وضع السجاد (الموكيت) في غرف نوم المصابين بالربو الليلي و منع الحيوانات من دخولها ، و تنظيف غرفة النوم و الفراش بانتظام و غسل الشراشف و أكياس المخدات دورياً .
يُذكر أن علاج المصابين بالربو أو حساسية الصدر يتضمّن البخاخات و بعض الأقراص أحياناً .
بخاخات الربو
ثمة نوعان من بخاخات الربو :
الأول ، موسعات الشعب أو ما يعرف بالأدوية المسعفة ، من بينها بخاخ الفينتولين ، و تستعمل عند اللزوم أو عند ضيق التنفس .
الثاني ، الأدوية الواقية و يتناولها المريض بانتظام مرة أو اثنتين يومياً بحسب إرشادات الطبيب . أما البخاخ المسعف فعلى المريض استعماله عند الحاجة إليه .
يشخص الأطباء اليوم مرض الربو بأنه التهاب في مجاري الهواء و قصباته ، لذا تهدف الأدوية الواقية إلى وقف هذا الالتهاب ، على مستويات عدة و عبر أدوية من بينها : الستيرويدات (الكورتيزون) المدعم بموسعات الشعب الطويلة المدى تعمل على مستوى معين لوقف الالتهاب ، و مضادات الليوكوترايينز (سنغلويير)... يستجيب معظم مرضى الربو للأدوية الواقية المتمثلة في البخاخات الواقية ، و هي آمنة إذا استخدمت بإشراف الطبيب المختص ، و لا تسبب أي مشاكل للمرأة الحامل أو المرضعة . يخطئ المرضى الذين يعتقدون أن الربو يمكن علاجه بصفة قاطعة و نهائية لتزول الأعراض تماماً ، في الحقيقة ليس له علاج قاطع و نهائي ، نظراً إلى وجود العاملين المهمين في تكوينه و هما الاستعداد الوراثي و المحسسات الخارجية ، إلا إذا عزل المريض عن بيئته تماماً و هذا غير ممكن ، من هنا يستطيع عيش حياة طبيعية هادئة بلا أعراض مزعجة في حال تجنب المحسّسات البيئية و استعمل الأدوية الفاعلة ، مع توافر الأدوية الحديثة الفاعلة ، يفضّل عدم اللجوء إلى علاجات عشبية غير مقننة و غير مدروسة و قد تكون مغشوشة أو ضارة أو غير مفيدة ، و تصرف المريض عن استعمال أدويته ما يتسبب بانتكاسته .